تغيرات البشرة أثناء الحمل


بينما لا تشكل تغيرات البشرة الشائعة في الحمل أي مشاكل صحية، عليك دائماً التحدث إلى طبيبك إذا كانت بشرتك ملتهبة ومنتفخة أو مصابة بطفح أو تهيح أو حكاك (حكة أو هرش) لمدة تتجاوز بضعة أيام.

ونظراً لوجود أسباب أخرى لا علاقة لها بالحمل قد تؤدي إلى تغير في لون البشرة، تفقدي الحالة دائماً مع طبيبك لو لاحظت أي تغيير، مثل تبدل في لون وحجم الشامة أو اصطباغ البشرة الذي يصاحبه ألم وطراوة أو احمرار.

سيتمكن طبيبك من تشخيص الحالة والتأكد من حصولك على العلاج المناسب، لو اضطررت إلى ذلك.


 

(الكلف (اصطباغ لوني في الوجه والعنق


الكلف هو بقع بنية تصبغ البشرة على الجبين والخدين والعنق. ولدى النساء ذوات البشرة الداكنة، يظهر الكلف كبقع فاتحة اللون ويعرف أيضا بـ قناع الحمل. والسبب زيادة في إنتاج الميلانين، وهو هرمون دبغ الجلد، والذي يحمي البشرة من الأشعة ما فوق البنفسجية يزيد التعرض للشمس قتامة هذه البقع فيجعلها أوضح، لذا ضعي مرهم الحماية من الشمس بعامل 15 أو أكثر و/أو ارتدي قبعة كلما خرجت. إذا شعرت أن البقع تبدو بشعة وغير جذابة، حاولي وضع كريم أساس باهت اللون. وسوف يبدأ منظرها بالخفوت في غضون ثلاثة أشهر بعد ولادة طفلك.


 

(خط طولي داكن في منطقة البطن (لينيا نيغرا


هو خط داكن طولي بعرض حوالي سنتيمتر واحد يظهر تحت منتصف البطن، وغالباً ما يعبر السرّة. يظهر عادة في المرحلة الثانية من الحمل تقريباً. ويأتي بسبب الاصطباغ اللوني في البشرة في الموضع الذي تتمدد فيه عضلات بطنك وتتباعد قليلاً لتفسح في المجال أمام طفلك الذي ينمو.

سوف يبهت هذا الخط اللوني في غضون بضعة أسابيع بعد الولادة، بالرغم من أنك قد تحتاجين إلى فركه بلطف لإزالة البشرة الجافة. وربما تلاحظين أن بعض المناطق الأخرى التي اصطبغ لونها، مثل حلمة الثدي والشامة والنمش، يمكن أن يصبح لونها داكناً أيضاً، لكنه سيبهت مع مرور الوقت.


تألق البشرة


ليس "التألق" و"النضارة" في الحمل مجرد أقاويل. تحتفظ بشرتك بمزيد من الرطوبة أثناء الحمل، مما يحركها وينعّم أي خطوط رفيعة وتجاعيد قد تكون لديك. يأتي التألق زهري اللون الذي يجعلك تبدين مشرقة من ازدياد مستويات الدم الذي يجري في جسمك. وهذا ما يجعلك أحياناً تشعرين بالتوهج في الخدين.

احتباس الماء وبروز أكبر لأي بقع حمراء كانت موجودة على وجهك. الأثر السلبي لهذا الأمر المظهر المنتفخ جراء

 لا تحاولي التخفيف من شرب الماء لأن جسمك يحتاج إلى السوائل، لكن ارتاحي قدر المستطاع. وسوف تهدأ البقع الحمراء في النهاية عندما تضعين طفلك، لكن لو رغبت في إخفائها، جربي استخدام كريم الأساس المرطب.


 

شرايين العنكبوت


تظهر هذه الكتل الصغيرة من الشعيرات المتكسرة (شرايين دم صغيرة)، أو البقع العنكبوتية كما تسمى أحياناً، على الخدين عادة. وهي شائعة في الحمل، وبالذات إذا كنت معرضة لها أصلاً. ويتسبب بها ازدياد حجم جريان الدم، والذي يضغط أكثر على الشعيرات التي تزداد حساسيتها أثناء الحمل. من أجل تقليل فرص ظهور شرايين العنكبوت، قومي بحماية وجهك من البرد أو الحرّ الشديدين لأن التعرض لأي من هاتين الحالتين يشجع المشكلة. سوف تبهت الشرايين عندما تستقر معدلات الهرمون لديك بعد الولادة.


 

البقع والبثور


قد تحفز مستويات الهرمون المرتفعة إنتاج الزهم، وهذا الزيت أو الدهن يؤدي الى ظهور البثور والتي لم يختبرها معظمنا منذ فترة المراهقة ، الكثير من الزهم قد يسدّ المسام فتصبح البشرة دهنية وتظهر البقع. نظفي بشرتك بانتظام بمنظف لطيف واستخدمي مرطباً خالياً من الزيوت. إذا فضلت تجنب مستحضرات البشرة، أبقي بشرتك نظيفة وخالية من الشوائب عبر تجفيفها بالتربيت وليس الفرك بحيث تخففين تهيج البثور.لا تستخدمي الكريمات وعلاجات البثور إلا إذا نصحك طبيبك بالقيام بذلك. فبعض هذه العلاجات لا يمكن استعمالها عندما تكونين حاملاً . بعد بضعة أسابيع على ولادة طفلك، يجب أن تعود بشرتك إلى وضعها الذي كانت عليه قبل الحمل.


 

علامات تشققات البشرة


تظهر عادة الخطوط الحمراء أو البنية (بحسب لون بشرتك) الرفيعة من علامات التمدد أو التشقق على البطن والثديين والفخذين. وهذه حالة تصيب حوالي 75 إلى 95 بالمئة من النساء الحوامل وقد تظهر بينما تراكمين المزيد من الوزن أثناء الحمل، فتسبب تمدداً في البشرة. كما تمزق مستويات الهرمونات المرتفعة توازن البروتين في بشرتك، فتجعلها أرقّ من العادة. بعد الحمل، يبهت بالتدريج الاصطباغ الأحمر أو البني في علامات التمدد، ويصبح لون الخطوط فاتحاً أكثر من لون البشرة المحيطة. وقد يستغرق الأمر وقتاً حتى تبهت هذه التشققات. تمتلك بعض النساء المحظوظات بشرة أكثر ليونة ومطاطية من غيرهن، مما يعني أنهن لن يتعرضن للتشققات وعلامات التمدد، لكن بالنسبة لمعظمنا، فإن المسألة واقع في الحمل. يمكنك التخفيف من هذه العلامات عبر تجنب كسب الوزن السريع ودهن بشرتك بزيت أو كريم غني بالفيتامين "إي" فوق بطنك لإبقائه ليناً، واتباع نظام غذائي صحي غني بالفيتامين "إي" و"ج" والزنك والسيليكا للمساعدة على الحفاظ على بشرتك صحية.


 

تهيج البشرة بسبب الاحتكاك


بينما تراكمين المزيد من الوزن، قد تصابين بالتهيج جراء الاحتكاك ما بين الفخذين أو تحت الثديين، فتصبح البشرة حمراء اللون ورطبة. وقد تصاب بشرتك بالاحمرار والانتفاخ وربما تلاحظين وجود رائحة قوية. وتسمى هذه الحالة التسلخات أو "إنترتريجو". أبقي المنطقة المصابة جافة قدر الإمكان واستخدمي بودرة التلك للمساعدة على امتصاص الرطوبة. وأبقي بشرتك باردة بارتداء ملابس قطنية وابتعدي عن الجوارب الطويلة أي الكولونات. راجعي طبيبك بسبب هذا الاحتكاك والتسلخات، خاصة إذا كنت تتعرقين كثيراً، لأنها قد تؤدي إلى الإصابة بالتهاب فطري يسمى "القلاع". من الهام التخلص من هذه الحالة قبل أن يولد طفلك حتى لا تمررينها له.


 

البشرة الحساسة والمتهيجة


تميل البشرة إلى أن تصبح حساسة أكثر أثناء الحمل، ليس بسبب ارتفاع مستويات الهرمونات فقط، ولكن لأنها تمددت وترققت أكثر. قد يسبب الصابون والمنظفات فجأة تهيجاً أو قد تسوء بعض الحالات مثل الأكزيما. وربما توخزك بشرتك أكثر من المعتاد عندما تتعرض للشمس. حاولي معرفة السبب الذي قد يؤدي إلى التهيج، فربما يكون مسحوق الغسيل أو نوع من العطور تستخدمينه؟ واختاري الثياب القطنية الواسعة للحفاظ على جسمك رطباً. ستؤدي المغاطس الممتدة في الماء الساخن إلى جفاف بشرتك، لذلك خففي منها إلى الحد الأدنى أو أضيفي زيت الحمام الذي يبقي بشرتك لينة ولدنة. وأخيراً، احمي بشرتك دائماً من الشمس باستعمال كريم ضد الشمس بعامل حماية 15 أو أكثر.


 

الطفح الجلدي والحكة


من الشائع أن تظهر وتختفي الحكة والطفح الجلدي أثناء الحمل ومن دون سبب واضح. تزيد معدلات الهرمونات المرتفعة حساسيتك لملامسة أي مواد لم تكن تزعجك من قبل. على سبيل المثال، قد تجدين أنك أصبحت أكثر حساسية على الكلور الموجود في حمامات السباحة. كما تكثر الإصابة عادة بالقلاع، والذي يسبب حكة في المهبل، والبواسير، والذي قد يسبب حكة حول فتحة المخرج، أثناء الحمل. ارتدي ملابس قطنية واسعة وخفيفة كي تحافظي على برودة جسمك. وتحدثي إلى طبيبتك عن علاجات القلاع والبواسير الآمنة، وقد تنصحك بزيادة الألياف في نظامك الغذائي كأول خطوة دفاعية ضد البواسير. وبالنسبة للمناطق الأخرى من الجسم، ادهنيها بلوشن الكلامين للتخفيف من الحكة. وإذا استمرت الحكة والتهيج لأكثر من بضعة أيام، اطلبي نصيحة طبيبك.


 

الحكة الشديدة


يمكن أن تكون الحكة الشديدة العامة، وبالذات التي تصيبك ليلاً عند باطن كفي يديك أو باطن قدميك، علامة على مشكلة نادرة في الكبد تسمى "أوبستيترك كولاستيسيس"، والتي تظهر فقط في الحمل في المرحلة الثالثة منه عادة، منذ الأسبوع 28 تقريباً وتختفي عادة في غضون ثلاثة أسابيع بعد الولادة. بالرغم من أن سبب هذه الحالة غير معروف، لكن يعتقد أن ارتفاع مستويات الأيستروجين في الحمل قد يمنع الكبد من أداء وظيفته بالطريقة المطلوبة فيزيد معدل أملاح المادة الصفراء. ربما تكون الحكة شديدة وغير محمولة أحياناً كما قد تخيف معرفة أن الكبد لا يعمل جيداً لديك، لكن "أوبستيترك كولايستيسيس" لن يؤذي صحتك. وتعتبر مخاطر هذه الحالة على طفلك أقل وضوحاً. ففي أبحاث أجريت في بداية السبعينات من القرن الماضي، تمّ ربط هذه الحالة بولادة الطفل ميتاً، لكن الوقائع الحديثة تقترح أن ولادة الطفل ميتاً ليست أعلى في المعدل لدى الحوامل المصابات بهذه الحالة مقارنة ببقية السكان. ليس هناك دليل على أن "أوبستيترك كولايستيسيس" يؤثر على نمو طفلك أو يؤدي إلى إصابته بإعاقة ما. لكننا نحتاج إلى المزيد من الأبحاث