نتعرف على أحدث أساليب علاج العقم التي ظهرت في الآونة الأخيرة، لمساعدة الشركاء الذين يعانون من مشاكل في الإنجاب، والحصول على أبناء يملؤون البيت سعادة وبهجة.
الكثير من صيحات علاج العقم ظهرت في الآونة الأخيرة لمساعدة الأزواج والزوجات على التغلب على مشكلة عدم الإنجاب، في السطور المقبلة نستعرض أحدث أساليب الطب من أجل علاج العقم ، وإنجاب الأطفال، والذي هو حلم للكثير من الشركاء الذين حرموا من هذه النعمة الغالية جدًا.
بالنسبة لأي زوجين، يعتبر وجود الأطفال في البيت أحد الأمور الأساسية التي لا تكتمل بهجة الزواج بها، وجود الأطفال في المنزل يعتبر عاملاً شديد الأهمية في الحفاظ على ترابط الأسرة، وزيادة قوة العلاقة بين الزوجين، بالإضافة إلى أن إنجاب الأطفال واحد من الأهداف الرئيسية للزواج، وسنة من سنن الحياة بالنسبة للإنسان، وحتى غيره من الكائنات الأخرى، التي ما كانت لتستمر في التواجد على كوكب الأرض بدون استمرار تجدد الحياة عن طريق الإنجاب والتوالد.
يعرف الأطباء وعلماء الأحياء العقم عند البشر، بأنه عدم إنجاب الأطفال بين شخصين يمارسان العلاقة الحميمة بالشكل الطبيعي المؤدي إلى حدوث الإخصاب عند الأنثى، ومن ثم الحمل، والولادة، لكن بعض الأطباء يضيف للتعريف ‘في فترة ثلاث سنوات’ منذ البدء في إقامة العلاقة الحميمية، وذلك ﻷنه من الممكن عدم حدوث حمل خلال هذه الفترة مع عدم وجود أي عقم بالنسبة للطرفين (الذكر والأنثى) إلا أن الظروف غير المواتية قد تقف عائقًا في طريق عملية الإخصاب، مما قد يؤدي إلى عدم حدوث الحمل، أيضًا من الضروري عدم استعمال أي من الطرفين أيًا من وسائل منع الحمل المختلفة، والتي بالطبع ستمنع حدوث الحمل، وبالتالي لا يمكن توصيف الحالة بأنها حالة من حالات العقم.
هناك درجة من درجات العقم، تدعى حالة ضعف الخصوبة، وفي هذه الحالة تكون عملية الإخصاب أصعب بعض الشيء، لذلك قد يستلزم حدوث الحمل فيها مجهودًا، أو وقتًا أطول، أو عوامل مساعدة، بالتأكيد لا يمكن اعتبار ضعف الخصوبة عقمًا كاملاً، لكن بعض الأطباء يضعها في خانة العقم الجزئي، في حالات ضعف الخصوبة يمكن حدوث الحمل عن طريق تكرار المحاولة، وإما عن طريق بعض العوامل المساعدة التي تسهل من عملية الحمل في الأحوال التي يكون فيها الحمل صعبًا.
على مدى تاريخ وجود الإنسان على سطح الأرض كان ينظر إلى العقم (سواءً عند المرأة أو الرجل) على أنه نقيصة، وأمر مخزٍ وجالب للعار في بعض الثقافات، فالمرأة العاقر، أو التي لا تلد، كان يتم نبذها، والتقليل من شأنها، وكثيرًا ما حصل الطلاق أو الانفصال، أو الزواج الثاني في الكثير من حالات الزواج بامرأة عاقر، وأيضًا الرجل الذي لا يستطيع الإنجاب كان ينظر إليه على أنه رجل ناقص، وكان عدم استطاعة الحصول على الذرية بالنسبة للكثير من الرجال أمرًا باعثًا على الإحباط، ﻷن وجود الذرية كان السبيل الوحيد للكثير من الرجال لكي يحظوا بشيخوخة مريحة، لوجود شخص يرعاهم ويعتني بهم، أو يقوم بالاستمرار في أعمالهم وتنميتها، أو حتى يخلفهم في مناصبهم الهامة، لهذا كان لعلاجات العقم أهمية كبيرة جدًا عند القدماء، واختلطت الخرافات في مجال علاج العقم قديمًا بالممارسات الطبية الصحيحة.
بالعودة إلى النظرة الطبية والعلمية للعقم، وهو أساس موضوعنا، نجد أن الطب قد أولى موضوع العقم الكثير من العناية والاهتمام، وأصبحت هناك الكثير من الوسائل لعلاج الحالات المختلفة من حالات العقم، بعضها يجري علاجه بسهولة فائقة، وبعضها يحتاج إلى بعض الجهد والوقت للوصول إلى النتيجة المرجوة، لكن في المجمل، أسهم تطور الطب في الآونة الأخيرة في إيجاد علاجات ناجحة للكثير من حالات العقم التي كان من المستحيل تقريبًا في الأعوام السابقة إيجاد علاج لها، وذلك راجع بشكل أساسي إلى تطور فهمنا لعملية الإخصاب، والحمل، والولادة، وبشكل أشمل، فهمنا للحسد البشري بشكل أفضل كثيرًا عن ما سبق.
تتنوع أسباب العقم كثيرًا، وتنقسم حالات العقم إلى حالات عقم دائم، بدأت مع الرجل أو المرأة منذ البلوغ، لأسباب مختلفة، وحالات عقم ناشئ، وهو العقم الذي ينشأ مع الرجل أو المرأة بعد فترة بسبب مرض معين، أو تناول علاج معين، أو حدوث إصابة في الحسم تمنع سير عملية الإخصاب بالشكل الصحيح. أيضًا ينقسم العقم إلى عقم دائم، وعقم مؤقت. ولكل نوع من هذه الأنواع من العقم أسباب خاصة، وطريقة معينة في العلاج أيضًا، وللتعرف بشكل مفصل على حالات العقم يجب معرفة أسباب العقم أولاً.
للعقم الكثير والكثير من الأسباب، ولفهم طرق علاج العقم بشكل جيد، يجب أولاً التعرف بشكل مفصل على أسباب العقم، وذلك لإعطائك فكرة عن طريق العلاج الذي سوف تسلك فيه، يجب التعرف بشكل دقيق على سبب العقم، ولا يمكن استعمال أي علاج للعقم قبل معرفة السبب أولاً لكل حالة على حدة، نستعرض في السطور المقبلة أسباب العقم، للنساء، وللرجال.
وفيما يلي أسباب العقم للنساء:
إما بسبب تأخر البلوغ، أو لأسباب هرمونية، أو لأسباب خلقية مختلفة، لا يوجد حل لهذه المشكلة سوى الانتظار، أو إجراءات وعلاجات معينة يصفها الطبيب من أجل الإسراع بنمو الأعضاء التناسلية.
حيث ثبت أن التدخين يقلل من خصوبة المرأة كثيرًا، وقد يؤدي بها إلى العقم الدائم، لذلك تنصح السيدات في بداية الزواج، وعند الرغبة في الإنجاب بالتوقف عن التدخين، أو على الأقل التقليل منه إلى حد كبير جدًا. أيضًا المخدرات بأنواعها المختلفة، وتناول الكحول بإفراط، كلها أمور لا تساعد على حدوث الحمل، وقد تؤدي إلى عقم الأنثى وعدم استطاعتها الحمل.
حيث إن الإشعاع (سواءً الطبيعي أو الصناعي) أحد أسباب ضعف الخصوبة بالنسبة إلى الذكر والأنثى على حد سواء، التعرض للإشعاع قد يكون سببًا قويًا لحدوث العقم الدائم الذي لا علاج معروف له. الإشعاع الطبيعي قد يأتي من الفضاء، أو من المواد الطبيعية التي تقوم بإصدار الإشعاعات المختلفة، أما الإشعاع الصناعي فمن الممكن أن يصل للإنسان عن طريق أجهزة الاتصال المختلفة، وأجهزة التلفاز، والميكروويف، وأجهزة الأشعة، والمحطات النووية، وغير ذلك من المصادر. لذلك يُنصح بمراقبة مستويات الإشعاع بدقة للتأكد من عدم تخطيها النسبة المسموحة، وعدم الإضرار بالشخص من أي ناحية من النواحي.
في عالم اليوم تحيط بنا الملوثات من كل الجهات، فالطعام الذي نتناوله، والماء الذي نشربه، وحتى الهواء الذي نتنفسه، كلها أشياء باتت تحمل كميات كبيرة جدًا من الملوثات، والتي على المدى البعيد تؤدي إلى حدوث العقم، وعدم الاستجابة لأي محاولات للحمل.
قد تؤدي حالات، مثل زيادة إفراز هرمون الذكورة (التستوستيرون) إلى حدوث الكثير من المشاكل في عملية الحمل، وقد تصل إلى العقم الدائم أو المؤقت في حالات معينة.
للغدة النخامية أهمية في حدوث الحمل، ومن الممكن عند تعرض هذه الغدة للضرر المادي، سواءً بسبب التعرض لحادثة، أو وجود أحد الأورام بها، أو إلحاق الضرر بها بأي شكل من الأشكال، أو استئصالها أن يمنع حدوث الحمل بشكل طبيعي.
الغدة الدرقية أيضًا ذات أهمية كبيرة في حدوث الحمل، وزيادة إفراز الهرمونات عن طريق الغدة الدرقية، أو قلة إفراز هذه الهرمونات كلاهما سبب للحدوث العقم، وعدم القدرة على الإنجاب.
: تعتبر قناة فالوب واحدة من الأجزاء التناسلية الرئيسية في حدوث الحمل، وحدوث انسداد بها، أو أي مشكلة، يتسبب في نسبة كبيرة جدًا من حالات العقم لدى النساء، انسداد قناة فالوب هو واحد من الأسباب الشهيرة لحدوث العقم، وانسداد القناة يكون إما بسبب حدوث التهابات فيها، أو في الجهاز التناسلي للمرأة بوجه عام، أو بسبب القيام بعملية جراحية فيها، أو حدوث التصاق طبيعي (الحمل خارج الرجم أو حدوث التهابات في القناة أو في أعضاء مجاورة) أو صناعي (جراحة غير صحيحة) في القناة تسبب عدم إتاحة الطريق للبويضة للسير بحرية في القناة، أيضًا تلعب الأهداب الموجودة في نهاية قناة فالوب دورًا كبيرًا في الإخصاب، لذلك فإن تلف هذه الأهداب، يسهم في فشل الحمل وحدوث العقم. كما يمكن أن يسبب قصر طول القناة عدم حدوث الحمل.
يمكن لفشل الحمل أو حدوث ولادة متعسرة أو التوليد بشكل خاطئ، أو الإجهاض الطبيعي أو الصناعي أن يسبب تهتكات أو أضرار غير قابلة للإصلاح في الجهاز التناسلي للمرأة، وبالتالي يفقدها القدرة على الحمل مجددًا وبالتالي تصبح عاقرًا.
عندما تصل الأنثى إلى سن اليأس، وتتوقف الدورة الشهرية لها، فإنه لا يمكنها الحمل بعد ذلك مهما كانت الوسائل المستخدمة في الحمل، وبشكل عام تقل خصوبة المرأة بالتقدم في العمر، ولا ينصح أصلاً بحمل المرأة بعد بلوغها سن الـ 35 سنة. هذا الأمر لا ينطبق على الرجل، فمع أن القدرات الجنسية للرجل تقل عند التقدم في العمر، إلا أنه لا يوجد ما يمنع الرجل من الإخصاب مهما كان عمره.
استئصال الرحم هي جراحة يتم إجرائها بسبب حدوث التهابات متكررة في الرحم تكون في حالات معينة ذات خطورة كبيرة على الأنثى، أو بسبب نمو أورام سرطانية في الرحم، يفضل الأطباء في هذه الحالة التضحية بقدرة المرأة على الإنجاب في المستقبل لكن مع الحفاظ على حياتها، في حالة استئصال الرحم تصبح المرأة عاقر تمامًا ولا يمكنها الحمل أو الإنجاب بأي طريقة. كما أن التشوهات الخُلُقية الطبيعية في الرحم والانسدادات ذات الأسباب المختلفة كلها من أسباب حدوث العقم عند النساء. هذه التشوهات يمكن في بعض الحالات علاجها، أما في حالات أخرى فهي تسبب العقم الدائم الذي لا أمل في حدوث الحمل معه. أيضًا حدوث تليف عن طريق الأورام في الرحم من الداخل قد يكون سببًا محتملاً لإعاقة الحمل، مع أن الأورام البسيطة التي قد تحدث داخل الرحم وتسبب عدم انتظام شكله قد لا تكون مؤثرة بشكل كبير على الحمل، إلا أنها تعتبر أحد الأسباب الشائعة لحدوث العقم. أيضًا من الممكن وجود نتوءات في الرحم تعمل عمل اللولب الذي يستخدم من أجل منع الحمل، وتسبب هذه النتوءات صعوبة الحمل في الكثير من الحالات، يمكن عن طريق إزالة هذه النتوءات إعادة قابلية المرأة للحمل مرة أخرى. بالإضافة إلى ذلك، قد يفشل حدوث الحمل بسبب ضيق المهبل، أو بسبب عدم فض غشاء البكارة بشكل كامل أو جزئي.
يعتبر مرض السكري واحد من أسباب العقم لدى النساء، أو على الأقل ضعف الإخصاب وعدم حدوث الحمل بسهولة، فإن انتظام مستويات إفراز الأنسولين في البنكرياس ضرورية من أجل حدوث الحمل بشكل طبيعي.
بالنسبة للمرأة، التمرينات الرياضية العنيفة (مثل رفع الأثقال، والجري لمسافات طويلة، والرياضات القتالية أو تلك التي تستلزم مجهودًا كبيرًا لإجرائها.. إلخ) كلها أمور غير مرغوبة، ومن الممكن أن تؤدي إلى حدوث العقم المؤقت أو الدائم. هذا بالطبع لا يلغي الحاجة إلى ممارسة الرياضة، لكن بشكل معتدل لا يرهق الجسم ويجعل من عملية الحمل مستحيلة الحدوث.
أثبت الأطباء أنه في بعض الحالات قد لا يكون العقم بسبب عضوي، وأن السبب يكون حالة نفسية سيئة، أو تعرض المرأة للكثير من الإجهاد أو الضغط النفسي، فإنه من المعروف أن عملية الحمل هي عملية شديدة التعقيد سواءً من الناحية الجسدية أو النفسية، وجميع الأطراف، خصوصًا الزوج، يكون عليها في هذه الحالة الكثير من المسئولية لتهيئة الظروف الملائمة للمرأة لحصول الحمل.
قد لا تكون هناك أي معوقات من أي نوع بالنسبة للمرأة للحمل حسب رأي الطب، ولكن الحمل لا يحدث مع ذلك، وهذه الحالة تدعى حالة عدم الحمل الغير مفسر، ولا علاج معروف لها إلا بتكرار محاولات الحمل، أو انتظار معرفة المزيد من المعلومات عن هذه الحالة.
وفيما يلي أسباب العقم للرجال:
مثل المرأة تمامًا، قد يكون هذا السبب هو سبب عدم حدوث الحمل، حتى عند حصول علامات البلوغ، قد لا يكون الجهاز التناسلي للرجل قد اكتمل بشكل كامل، وقد لا يكون قادرًا بعد على إنتاج الحيوانات المنوية اللازمة لحدوث الإخصاب.
تعرض الجسم، وخصوصًا الأعضاء التناسلية للحرارة قد يكون واحدًا من أكثر الأسباب الشائعة لحدوث العقم، التعرض للحرارة قد يكون بسبب العمل (في الورش أو الأفران أو الأجواء الحارة) أو القيام بالأعمال المنزلية (الطبخ والكي وغسل الملابس) لفترات طويلة مع تعرض القسم السفلي للرجل إلى كميات زائدة من الحرارة، أيضًا هناك بعض التمارين الرياضية العنيفة التي تسبب تولد كميات كبيرة من الحرارة في منطقة الأعضاء التناسلية للرجل، مسببة العقم المؤقت أو الدائم.
يمكن لارتداء الملابس الداخلية الضيقة، أو المصنوعة من مواد صناعية، أن يسبب العقم الدائم أو المؤقت بحسب نوعية الملابس، وطول مدة استخدامها، الأفضل بالنسبة للرجال ارتداء ملابس داخلية قطنية، مريحة، غير ضيقة لعدم التسبب بضرر لا يمكن إصلاحه للأعضاء التناسلية.
تأثير العوامل النفسية والعصبية في حصول العقم وعدم القدرة على الإنجاب لدى الرجال كبير، فمن الممكن للضغوط الحياتية العادية، والتوتر، والإجهاد، وعدم الاستقرار الوظيفي أو الأسري، أن تسبب قصورات متعددة في العملية الجنسية للرجل، مثل ضعف الانتصاب، وقلة عدد الحيوانات المنوية، والقذف السريع، ومن البديهي أن كل هذه الأمور تعتبر من معيقات حدوث الحمل الطبيعي.
يعتبر هذا السبب واحدًا من أبرز وأكثر أسباب العقم شيوعًا بالنسبة للرجال، والسبب في هذه المشكلة يعود للكثير والكثير من الأسباب، لكن حدوث هذه المشكلة يجعل من حدوث الحمل عملية شبه مستحيلة.
إفرازات الغدد من الهرمونات تؤثر بشكل كبير على الجهاز التناسلي للرجل، هذه الغدد تشمل الغدة الدرقية، والغدة النخامية، وكذلك البنكرياس الذي يعتبر غدة بما يفرزه من هرمونات في الدم، اختلال عمل أي غدة من هذه الغدد يؤدي إلى اختلال إنتاج الحيوانات المنوية في الخصية، وبالتالي ضعف عملية التخصيب، واستحالة حدوث الحمل. أيضًا هرمون الذكورة هو مسئول بنسبة كبيرة عن إتمام عملية إفراز الحيوانات المنوية، وبالتالي فإن وجود مشاكل في إفراز هذا الهرمون هو أمر سيسبب عدم إمكانية حدوث الحمل.
تعتبر الخصية هي مصنع الحيوانات المنوية في الرجل، ومن المعروف أن الحيوانات المنوية، بجانب البويضة في الأنثى، هي بداية عملية التلقيح وحدوث الحمل، وبالتالي وجود أي مشاكل في الخصية يمنع إنتاج الحيوانات المنوية، إما كما، وإما كيفًا (حيوانات منوية ضعيفة) وبالتالي صعوبة حدوث الحمل. مشاكل الخصية لدى الرجال تشمل قلة عدد الخلايا التي تعمل على إنتاج الحيوانات المنوية، وبالتالي قلة عدد الخلايا المنتجة، وإما حدوث التهابات وتليفات ودوالي في الخصية في أوقات سابقة أدت إلى مشاكل في عملية إنتاج الحيوانات المنوية.
بجانب عدد الحيوانات المنوية، هناك احتمالية لوجود مشاكل في السائل المنوي الخاص بالذكر تمنع عملية التخصيب، واحدة من أكثر هذه المشاكل شيوعًا هي نقص الفركتوز في السائل المنوي.
قد يتم إنتاج الحيوانات المنوية بالقدر المطلوب للحمل، لكن ما يحدث أن هذه الحيوانات تفشل في الوصول إلى البويضة من أجل إخصابها، وذلك لعدة أسباب قد تشمل: انسداد مجرى الحيوانات المنوية بسبب الإصابة بأمراض أو بسبب عيوب خلقية فيه، أو حدوث قطع فيه يمنع الحيوانات المنوية من سلوك الطريق الطبيعي لها، أيضًا قد يكون لتأخر نزول الخصيتين من البطن تأثيرات سلبية على إتمام عملية التخصيب.
الأمراض المنتقلة جنسيًا يكون لها تأثير كبير في بعض الأحيان على إتمام عملية الإخصاب، الأمراض مثل الإيدز والزهري والسيلان لها تأثير سلبي على الخصوبة وحدوث الحمل، أيضًا الأمراض التناسلية مثل دوالي الخصيتين وسرطان الخصية والتهاباتها والإصابات فيها قد تكون سببًا في عقم الرجل وعدم استطاعة الزوجين الحمل. في بعض الحالات أيضًا تكون هناك أجسام ذات وظيفة مناعية تهاجم الحيوانات المنوية وتمنعها من تخصيب البويضة
تحدث هذه الحالة بسبب عودة الحيوانات المنوية إلى المثانة بدلاً من خروجها من العضو التناسلي المذكر، وهي مرتبطة بوجود مشاكل في الجهاز البولي للرجل، ويمكن علاجها إذا ما تم علاج الأسباب المؤدية لها.
من المعروف أن العملية الجنسية هي المسئولة عن بداية إخراج الحيوانات المنوية، وبالتالي فإن وجود أي مشاكل فيها سيسبب عدم حدوث الإخصاب، الأسباب الجنسية لدى الرجل تشمل ضعف الانتصاب، وسرعة القذف، وعدم كفاية السائل المنوي، هذه الأسباب يمكن التغلب عليها عن طريق المنشطات الجنسية، والعلاجات الطبية المختلفة.
بعد أن استعرضنا بعض من أشهر أسباب العقم لدى النساء والرجال، ننتقل إلى الجزء الأهم وهو علاج العقم ، في الحقيقة سوق علاج العقم تمتلئ بالكثير من الأدعياء الذين يقومون بتقديم العديد من الوصفات الطبية وحتى غير ذلك من الوسائل التي يدعون قدرتها على علاج العقم والسماح للزوجين بالحصول على الأطفال، الكثير من الطرق التي يتم تداولها على شبكة الإنترنت، أو الفضائيات، أو الوصفات الشعبية، ليست علاجًا معترفًا به لعلاج العقم، وفي غالبية الأحوال لا تسهم في حل المشكلة بينما تستنزف وقت وجهد ومال الزوجين. علاج العقم الفعال يبدأ بزيارة الطبيب، وعمل الفحوصات المطلوبة، والبدء في تشخيص الأسباب، ومن ثم معرفة الحلول المتاحة لحل المشكلة، بينما يتم اتباع المنهج العلمي في كل هذه الخطوات، علاج العقم هو لكل حالة على حدة، ولا توجد علاجات سحرية لكل أنواع العقم، ولا توجد علاجات بدون معرفة الأسباب أولاً. لذلك إذا كنت تعاني من مشكلة العقم، وترغب في التخلص منها، فعليك اللجوء إلى طريق الأطباء، والسير معهم إلى النهاية لحل مشكلة، تذكر أنه في بعض الحالات قد لا يكون العقم مسببًا بأسباب واضحة، وذلك راجع إلى عدم قدرة الطب في الوقت الحالي على تشخيص هذه الأسباب، وبالتالي لا توجد علاجات في مثل هذه الحالات.
أثبتت بعض الأدوية فعاليتها في علاج العقم بشكل كبير جدًا، تساعد الأدوية في حالات ضعف الحيوانات المنوية، وقصور الأعضاء التناسلية، لا يجب تعاطي أي أدوية من أجل علاج العقم بدون استشارة الطبيب المختص، الذي يستطيع أن يصف الدواء المناسب للحالة المناسبة.
كما أسلفنا، تلعب المشاكل النفسية دورًا كبيرًا في حدوث العقم، لدى كلٍ من الرجال والسيدات، لذلك فإن المعالجة النفسية تكون ضرورية جدًا في حالات ضعف الانتصاب، وعدم الوصول إلى النشوة الحميمية، والقذف المبكر لدى الرجال، يمكن عبر اتباع تعليمات طبيب نفسي متخصص أن يتم حل أغلب المشاكل النفسية التي تعيق الحمل.
تتسبب الدوالي في الكثير من حالات العقم للرجال، والآن ظهرت تقنيات جديدة لربط الدوالي، إما عن طريق التلسكوب الجراحي، أو المنظار الجراحي، وكلها أساليب تسهم في حل المشكلة بنسبة كبيرة جدًا، بسبب تطور طرق التشخيص والعلاج، كما أن الانتكاس في هذه الحالات يكون قليلاً جدًا أو شبه معدوم.
هناك العديد من تقنيات إحداث الحمل عن طريق وسائل مساعدة، يطلق في بعض الأحيان على هذه الطرق اسم الحمل الاصطناعي، وهو مصطلح للإشارة إلى أن الحمل لا يحدث بشكل طبيعي، وإنما بوسائل مساعدة صناعية للمساعدة في حدوثه. تصاحب تقنيات الحمل بالوسائل المساعدة عادة مخاطر متعلقة بتشوه الأجنة، وعدم حدوث الحمل بطريقة طبيعية، وغير ذلك من المخاطر، لكن في الآونة الأخيرة، ومع تطور وسائل الحمل الصناعي، تقلصت هذه المخاطر إلى الحد الأدنى، وأصبحت هناك طرق تعمل على التأكد من حدوث الحمل بشكل صحيح، وعدم وجود خطورة على الجنين أو الأم. كما تترافق في بعض الأحيان جدالات أخلاقية ودينية حول هذه الطرق، لكن الأطباء يؤكدون أنها مجرد طرق للمساعدة في بدء حدوث الحمل، وفي النهاية تسير الأمور كما هو مقدر لها أن تسير في حالة الحمل بالطريقة الطبيعية.
أجريت عملية أطفال الأنابيب الأولى في عام 1978، وهي كما هي واضح من اسمها، طريقة اصطناعية لإحداث الحمل في حالة وجود أسباب تعوق الحمل عند المرأة مثل التصاقات وانسدادات والعيوب الخلقية في قناتي فالوب، أو عدم كفاية الحيوانات المنوية أو ضعفها لدى الرجل. يتم حقن الحيوانات المنوية للرجل في بويضة الأنثى في أنابيب أو حاويات صناعية، ويتم الانتظار حتى حدوث الإخصاب، وبعد ذلك يتم إعادة البويضة إلى رحم الأم لتستكمل عملية النمو بشكل طبيعي جدًا فيها.
الحقن المجهري هي وسيلة اصطناعية للحمل أيضًا، تقنية الحقن المجهري هي تقنية ذات شبه كبير بتقنية أطفال الأنابيب، حيث يتم في هذه الحالة التغلب على المشاكل المتعلقة بانسداد قناتي فالوب في المرأة. تعتمد طريقة الحقن المجهري على أخذ حيوان منوي وحيد من السائل المنوي للرجل، ويتم تلقيح بويضة المرأة عن طريق هذا الحيوان في أجواء صناعية (خارج الرحم) ومن ثم انتظار حدوث التلقيح والانقسام، وبعد ذلك تجرى عملية أخرى لإعادة البويضة إلى رحم الأم، والتأكد من حدوث الحمل. تتطلب عملية الحقن المجهري إعطاء المرأة بعض الأدوية لتنشيط عملية الإخصاب، واستمرار الحمل بالطريقة الطبيعية. عملية الحقن المجهري لا تحمل أي آثار سلبية على المرأة من أي نوع، ويمكن إجرائها لعدد من المرات في حال الفشل في الحمل من المرة الأولى بلا ضرر.
في بعض البلدان تم إنشاء بنوك للحيوانات المنوية، يتم في هذه البنوك استقبال الحيوانات المنوية من المتبرعين، وذلك بعد إجراء اختبارات معينة لهم تركز على عدم وجود أمراض يمكنها أن تنتقل عن طريق التبرع، وجودة وملائمة الحيوانات المنوية، والصفات الشخصية للمتبرع، وبعد ذلك يتم حفظ هذه الحيوانات المنوية عن طريق تجميدها في بنك الحيوانات المنوية. على الطرف الآخر يتم إعطاء الأزواج أو النساء الراغبات في الحمل، ولديهم موانع طبية، أو شخصية، هذه الحيوانات المنوية المحفوظة، ويتم الاستفادة منها عن طريق التلقيح الصناعي. كما تستخدم هذه البنوك أيضًا في حالات معينة، يحتاج فيها بعض الرجال إلى تخزين الحيوانات المنوية الخاصة بهم، واستخدامها لاحقًا في عملية التلقيح الصناعي، وذلك لعدة أسباب تشمل:
- الرغبة في الحفاظ على الحيوانات المنوية لاستخدامها في التلقيح بعد ذلك.
- قبل إجراء العمليات الجراحية أو العلاجات التي قد تتسبب في عدم القدرة على التلقيح بعد ذلك.
- الرغبة في حفظ الحيوانات المنوية في حالة صحية، والاستفادة منها بعد ذلك في التلقيح.
أغلب قوانين بنوك الحيوانات المنوية تحفظ هوية المتبرع سرية، وكذلك هوية الشخص الذي قام بالاستفادة من هذه النطف، ولا يمكن للشخصين أن يعرفا بعضهما البعض إلى الأبد. بالطبع ثارت الكثير من الاعتراضات الأخلاقية حول أسلوب عمل بنوك الحيوانات المنوية (أو بنوك النطف) وهي لا تتواجد إلا في عدد محدود من البدان، غالبيتها في أوروبا، ولا تتواجد مثل هذه البنوك في الدول العربية على الإطلاق.
رحلتك في البحث عن علاج للعقم ربما تكون رحلة شاقة وطويلة جدًا، لذلك احرص على أن تحمي نفسك أثناء هذه الرحلة، ولا تقم باللجوء إلا إلى الأشخاص الذين يحملون التراخيص لمزاولة العلاجات، يمكن أن يؤدي لجوئك إلى أشخاص غير مؤهلين للتعامل مع حالتك إلى زيادة الحالة سوءًا، أو حتى إصابتك بإصابات أخرى، وعلى أقل تقدير لن تحصل إلا على استنزاف لأموالك ووقتك وطاقتك.
في حالة فشل إيجاد أي علاج للعقم، عليك أن ترضى بالأمر، فليس كل الأشخاص مقدر لهم أن يحظوا بالذرية، تمسك بشريكك، ولا تدعه، وحاول أن تؤقلم حياتك على هذا الأمر، إذا كان خيار التبني مناسبًا لك، يمكنك أن تحظي بالأطفال في بيتتك عن طريق تبني طفل يتيم، تعرف على قوانين التبني في المكان الذي تعيش فيه، وسوف تجد ضالتك بكل تأكيد.
Copyright 2016 by eyemails.com